المخرجة نادية شرابي لعبيدي
Postι par alger-culture le June 17 2007 09:16:33
ينبغي على الدولة أن تموّل الفعل الثقافي
انعدام الإمكانيات من أهم المشاكل التي تعترضني
-الخبر-جهيدة رمضاني-2007-06-17


هل خططت لدخولك عالم السينما عن طريق دراستك لعلم الاجتماع؟
يمكن القول إن دراستي لعلم الاجتماع في بداية مشواري ساعدتني كثيرا على الغوص في الواقع والمحيط الاجتماعي المعاش، مع العلم أنني أنتمي إلى المدرسة السينمائية للأفلام الوثائقية• لذا فعلاقتي بالقصة القصيرة وطيدة كما لدي العديد من التجارب المرئية والمسموعة•
يمكن القول إذن أن الأفلام القصيرة ما هي إلا بداية لفيلم سينمائي طويل، إلا أن طريقة المعالجة هي التي تختلف، حسب وجهة نظر المخرجين التي تعكس مدرسة كل مخرج•
هل تقصدين أن موضوعات الأفلام السينمائية تعكس وجهات نظر المخرجين، ولا تهتم بنقل الواقع المعيشي؟
الأفلام تهتم بالواقع لكنها لا تعكسه في جميع الحالات، بل تعكس وجهة نظر المخرج ونظرته للواقع• وما الذي يريد إيصاله للجمهور من خلال هذه المعالجة•
اتهمت المخرجة المصرية إيناس الدغيدي من قبل الوسط السينمائي في بلادها بتشويه الواقع المصري وترويجها لأفكار خطيرة تدفع الشباب للانحلال والانحراف• هل يحق لها التعبير عن وجهة نظرها إلى هذا الحد؟
قبل الإجابة على هذا السؤال أشير إلى أنني معجبة كثيرا بتجربة السينما الإيرانية، فهناك أفلام رائعة من ناحية الإخراج• كما أن الوسط السينمائي في هذا البلد له حضور وممارسة قويان، فهي تعالج مواضيع صعبة بطريقة فنية رائعة جدا• ومهما كانت المعالجة فهي تعكس شيئا فقط من المجتمع•
تجربة إيناس الدغيدي السينمائية ما هي إلا مجرد تجربة، ولكل مخرج الحرية التامة في المعالجة التي وان خرجت عن عادات المجتمع الشرقي فهي تبقي وجهة نظر ولها جمهورها•
نعود إلى واقع السينما في الجزائر، كيف تقيّم نادية شرابي تجربة الإخراج في الجزائر؟ وهل واجهتها صعوبات كامرأة ثم كمخرجة؟
أنا كمرأة لم أواجه أي صعوبات فلا فرق بين المرأة والرجل في مجال الإخراج• أما كمخرجة فقد واجهتني صعوبات جمة• ويبقى في كل هذا مشكل الإمكانيات الذي أعتبره أكبر عائق لدي حال دون إكمالي للعديد من الأفلام في الوقت المحدد• ولعل ما عانيته خلال إنجازي لفيلم ''وراء المرآة'' هو أحسن مثال لذلك؛ حيث أجبرت لنقل شريط التصوير إلى سوريا لتحميضه كون المخابر الخاصة بأفلام الـ 35 سم غير متوفرة في الجزائر•
تلقيت دعما لإنجاز فيلمك الجديد''وراء المرآة '' على غرار العديد من المخرجين الجزائريين• وبما أن الجزائر تعيش على وقع الثقافة العربية هذه السنة، فماذا أضافت هذه التظاهرة للفعل الثقافي والسينمائي بصفة خاصة؟
كان ذلك حسب رأيي إيجابيا• فقد تمكنت هذه التظاهرة من دفع عجلة الإنتاج المسرحي أو السينمائي إلى الأمام، من خلال تمويلها للعديد من الأفلام مثلا فيلم ''حورية'' الذي جاء في إطار هذه التظاهرة• فالتمويل الذي خصت به الدولة هذه السنة المنتجين أنعشت الحركة السينمائية، كما سمحت للعديد من المخرجين الشباب بإبراز قدراتهم في الإخراج أو التمثيل، ناهيك عن أنها ساهمت في خلق جو من النشاط السينمائي يفتح شهية المخرج أو الممثل لمزاولة نشاطه بشكل ايجابي•
هل من اقتراحات تقدمها نادية شرابي لضمان التطور الدائم والمستدام للسينما في الجزائر؟
انطلاقا من قناعتي الشخصية، واستنادا لتجربتي كمخرجة سينمائية أقول أنه إذا أردنا أن تكون السينما موجودة يجب أن تكون هناك إرادة سياسية، أي أن يكون الفعل الثقافي من اهتمامات الدولة عن طريق تخصيص ميزانية واضحة تذهب بطريقة منتظمة لصالح خزينة دعم السينما•
وبعد هذه الخطوة نقوم بإنتاج مكثف نطالب من خلاله المخرجين بالنوعية والابتعاد عن التقليد، ثم نقوم بغربلة الأعمال وأخذ الأجود منها•
أما الاقتراح الثاني فيتمثل في ضرورة وضع ميكانزمات تحت اشراف مؤسسات تسمح للمستثمرين في تمويل السينما مثلا لو أن شركات الهاتف النقال تخصص عشرة سنتيمات في كل مكالمة لفائدة الصندوق لدعم السينما• هذا الأمر من شأنه ضمان التطور•
كما أري أن فتح قاعات السينما لفترات متواصلة وإعادة الاعتبار للمسؤولين لاستغلال القاعات ضمن مشاريع خدماتية من شأنه إعادة بعث عشاق الفن السابع للقاعات بشكل كبير•
هل يمكن أن تحدثنا نادية شرابي عن الفكرة العامة لفيلمها الجديد ''وراء المرآة''؟ وكيف وقع اختيارك على رشيد فارس وشمس لأداء البطولة؟
الفيلم قصة خيالية يروي حكاية كمال أورشيد فارس سائق سيارة أجرة غير مرخص يجد في المقعد الخلفي لسيارته طفلا حديث الولادة تم التخلي عنه• وبدلا من أن يقدمه للشرطة تركه بين يدي أمه وراح يبحث عن المرأة الزبونة التي نقلها في تلك الليلة والتي أدت دورها شمس•• وبعد رحلة شاقة يعثر عليها لتبدأ المواجهة العنيفة بين كمال وسلمي• ويمكن القول إن أداء الممثلين كان في المستوى المطلوب، خاصة الممثل رشيد فارس الذي أتقن أداء الدور بقسوته وطبعه الحاد• كما يجب الاعتراف أنني لقيت كل المساعدة من كل الطاقم الفني والتقني، وعلى رأسهم اسماعيل لخضر حامينة• وان نجح الفيلم فما هو إلا نتيجة المجهودات والالتزام من قبل كامل الفريق الفني والتقني للفيلم• وأرجو أن ينال إعجاب الجمهور يوم9 جويلية المقبل بقاعة الموفار•