اتفاقية اليونسكو
Posté par alger-culture le November 03 2011 09:19:01
الباحثان عمار كساب وحبيبة العلوي لـ"الجزائر" : الجزائر مطالبة بفك لغز صمتها وإبداء موقفها من اتفاقية اليونسكو

الكاتب: حورية صياد
03.11/2011


استغرب الباحثان عمار كساب وحبيبة العلوي، المشاركان مؤخرا في المؤتمر الإفريقي من أجل تفعيل اتفاقية اليونسكو، بشأن التنوع الثقافي بجوهانسبرغ وإطلاق شبكة إفريقيا "يو 40"، موقف الجزائر الغامض والرافض منذ 2005 إبداء أي موقف من الاتفاقية التي تمت المصادقة عليها من قبل عدد كبير من الدول، ليبقى التساؤل عن سر تنبي الجزائر هذا الموقف الغامض وأسباب التحفظ التي أثارت الكثير من التأويلات .
أوضح الباحث عمار كساب لـ"الجزائر" أن هذه الاتفاقية المنبثقة عام 2005 تدعو الدول إلى اعتماد سياسة ثقافية واضحة وفتح المجال لإشراك المجتمع المدني في ذلك. ويضيف الباحث أنه بالنظر إلى تماطل الجزائر في التوقيع عليها إلى حد الآن، فإن ذلك يعكس، حسبه، تقصيرا من قبل الدولة في اعتماد سياسة ثقافية واضحة، وهو ما يشكل عائقا أمام ظهور مجتمع قوي ثقافيا.
ويضيف كساب أن التوقيع على هذه الاتفاقية سيمكن الجزائر من الاستفادة من صندوق اليونسكو لتمويل المشاريع الفنية، وهو ما يمكن أن يساعد على حماية الممتلكات الثقافية والفنية من هيمنة القوى العظمى، على غرار الولايات المتحدة الأمريكية التي سارعت إلى التوقيع من أجل ضمان التعريف بثقافتها.
من جهتها، أوضحت حبيبة العلوي لـ"الجزائر" أن مشاركتها في المؤتمر وانتخابها ممثلة لشمال إفريقيا في إطار منظمة "u 40"، سمح لها بالتعرف عن قرب عن جدوى الاتفاقية التي تهدف إلى حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي لكل الدول، وهو ما تعتقد أنه شجع عددا كبيرا منها على المصادقة على الاتفاقية على غرار مصر، سوريا، تركيا، قطر وتونس في انتظار رفع الغموض الذي يلف الموقف الجزائري.
وأضافت المتحدثة أنها كانت مطالبة في هذه التظاهرة بالإجابة عن تساؤل حول أسباب تماطل الجزائر في إبداء موقفها، إلا أنها لم تكن تجد إجابة لذلك في ظل الغموض الذي يكتنف موقف الجزائر حتى محليا، خاصة في ظل غياب أي توجه إعلامي للتعريف بالاتفاقية وإبراز أهميتها وتمكين المجتمع المدني من الإطلاع عليها وتفعيلها.
وتؤكد الباحثة أنه في حال المصادقة، فإن الجزائر ستحظى بدعم مادي كبير من أجل حماية موروثها الثقافي، وكذا استفادة عدد كبير من العاملين في هذا المجال من التكوين لتطوير مهاراتهم، كما يمكـّن ذلك من حماية الإنتاج المحلي والانفتاح على الثقافات الأخرى.
هذا وستتمكن الجزائر، حسبها، من حماية موروثها من الهيمنة الغربية التي تحاول فرض نفسها عالميا.
وعليه يؤكد الباحثان أن المصادقة على هذه الاتفاقية ستمكن الجزائر من حماية تراثها من الزوال، خاصة وأننا لا نملك الإمكانيات المادية لذلك، مضيفين أنها مطالبة بإبداء موقفها وتوضيح أسباب التحفظ.